أصدر مركز التواصل والأبحاث الاستراتيجية اليوم دراسة جديدة بعنوان الدولة والجماعة، التطلعات السياسية للجماعات الدينية في سورية. وتناولت هذه الدراسة التطلعات السياسية لعشر جماعات دينية في سورية وتوجهاتها، وتابعت تشكلها ومراحل تطورها بشكل أساسي خلال الفترة 2000-2001.
وكشفت الدراسة أن التطلعات السياسية لهذه الجماعات نمت بسرعة كبيرة خلال السنوات العشر الأخيرة، وأنّ هناك ما يشبه الهجرة الجماعية لهذه الجماعات الدينية باتجاه السياسة بصور مختلفة (اندماج في الدولة، أو اعتراض على السياسات، أو معارضة سياسية للنظام)، وأن السياسات الحكومية لعبت دوراً رئيساً في ذلك.
فقد ربطت السياسات المحلية بمتطلبات النظام وليس بالحاجات الوطنية الداخلية، الأمر الذي زجَّ بالجماعات الدينية في وسط التجاذبات والتحولات السياسية الدولية في المنطقة، في حين لعبت المتغيرات الدولية والإقليمية المحيطة دوراً مهماً في تشكيل العديد من هذه الجماعات الدينية وتغذية توجهاتها السياسية
وتوصلت الدراسة إلى أن هنالك تفاوتاً في شدة الاتجاهات نحو التطلعات السياسية بين هذه الجماعات، تفسره في بعض الأحيان البنية الفكرية والاجتماعية للجماعة الدينية الناشئة ذاتها، وتفسره في أحيان أخرى نوعية التطلعات التي تقودها، ومدى الإمكانات الموضوعية المتاحة لها لتحقيقها. وأوضحت الدراسة أن استمرار السياسات الحكومية الحالية قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المجتمع السوري على المدى القريب،؟؟ ! وربما يمتد أثرها إلى أبعد من ذلك فيما لو بقيت هذه التطلعات تنمو بالمعدل الذي نمت فيه خلال السنوات العشر الأخيرة ؛ وأن العنف القومي والعنف الطائفي هما أهم المخاطر التي تهدد الدولة، وهما مرشحان للتصاعد بشكل خطير في ظل استمرار السياسات الحكومية الحالية. وفي هذا الإطار نوقشت أيضاً في هذه الدراسة أهم السيناريوهات المستقبلية، وقدمت اقتراحات لمواجهة هذه المخاطر في ظلها. ولاحظت الدراسة أن المقارنة التاريخية لحركة الجماعات الدينية تشير إلى أن تزايد الأزمات السياسية يرافقه تزايد في التطلعات السياسية للجماعات الدينية وفي شدة التوجّه نحوها، وأن الخبرة التاريخية للحياة السياسية في سورية تشير إلى أن الاستقرار السياسي والتحول الديمقراطي يصحبهما انحسار لهذا النوع من التطلعات للجماعات الدينية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق