Powered By Blogger

الخميس، يناير 20، 2011

كفيف هندي يعمل كخبير لمخاطر البورصة لأحد البنوك البريطانية

قصة الكفيف الهندي الذي يوظفه بنك بريطاني كخبير لمخاطر البورصة




يساعد الهندي ألال أشيش غويال في إدارة مليارات الدولارات كموظف داخل بنك جيه بي مورغان تشيز في لندن، من خلال دوره في مهمة الكشف عن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المصرف، مثل تقلبات البورصات الأجنبية.
ولا يمكنك ملاحظة  أن غويال كفيف وأنت تشاهده داخل قاعة التداول، وهو ينتقل بين شاشة حاسب آلي وأخرى لكن عند تفحص بريده الإلكتروني وقراءة أبحاثه والنظر في التقارير التي يضعها يتضح أنه يعتمد على برنامج لقراءة الشاشة يتميز بسرعة فائقة.
وقال موقع إم بي سي إن مكتبه تعرض شاشتان لحواسب آلية الوميض المعتاد للرسائل الواردة وجداول تضم أرقاماً متغيرة باستمرار، وبمقدور التقنية ذاتها قراءة الرسائل النصية التي يتلقاها على هاتفه المحمول بصوت مسموع.
وعن قصة التحاقه بهذا العمل أشار غويال إلى أنه لطالما رغب في العمل بالأسواق المالية، لكن على الرغم من أن سيرته الذاتية تتضمن الإشارة إلى حصوله على درجة علمية رفيعة في إدارة الأعمال من جامعة بالهند وأخرى من كلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا الأمريكية بجانب عمله لمدة ثلاث سنوات في فرع هندي لمصرف آي إن جي، فإنه شعر بأن الأشخاص الذين أقدموا على تعيينه خالجهم عدم ارتياح حيال الأمر.
وبعد حصوله على أول درجة علمية له في إدارة الأعمال قال غويال: "إنه انضم لقائمة أكثر المرشحين لنيل وظائف بكثير من المؤسسات، لكنهم كانوا يرفضونه بمجرد إدراكهم أنه كفيف وعندما تقدم للعمل لدى آي إن جي كان الإحباط قد تملك منه لدرجة أنه أخبر مسؤولي المصرف أنا كفيف، هل ما زلتم تريدون الحديث معي".
وقال غويال: "سألوني حول قدرتي على القيام بمهام الوظيفة المعلن عنها، وأجبتهم بأنني أعتقد أن بإمكاني ذلك. وعليه، تم تعييني".
وبعد سنوات عندما تقدم لوارتون بغية التأهل لوظيفة في الأسواق المالية نيويورك أو لندن قال غويال: "إن مدير شؤون القبول بالجامعة وقع على طلب التحاقه بالعبارات التالية: لم أعاين قط مضارباً كفيفاً في وول ستريت لا يمكنني أن أضمن لك الحصول على وظيفة لكنك قطعاً ستكون أفضل حالاً لدى حصولك على درجة علمية من وارتون".
وحتى بعد تخرجه في وارتون رفضته الكثير من شركات وول ستريت، وكان جيه بي مورغان المصرف الوحيد الذي عرض عليه التدريب في الصيف، ثم عرض عليه التعيين الكامل.
ومن ناحيته، قال تولغا أوزنر المدير التنفيذي للمكتب الرئيسي لشؤون الاستثمارات لدى مصرف جيه بي مورغان ورئيس غويال: "إنه وظفه لأنه كان واحداً من قلائل بين المتقدمين للعمل بالمؤسسة على معرفة بمعدلات الصرف الأسيوية ويملك مهارات إدارية رائعة ومعرفة بأسواق الصرف الأجنبية".
وعن طفولته قال غويال: "إنه تمتع بطفولة طبيعية سعيدة في مدينة مومباي الهندية لكن ببلوغه التاسعة، بدأ يلاحظ عجزه عن التعرف على بعض الأشخاص فور مشاهدتهم ولم يعد قادراً على رؤية الخطوط في كراسات الدراسة".
وفي إحدى الليالي سقط بقناة مائية وفي مرة أخرى سقط أثناء قيادته دراجته وتسبب في تحطيمها وبعد ذلك بدأ يعجز عن رؤية الكرة خلال تدريباته على التنس.
وشخّص أطباء حالة غويال بأنها التهاب الشبكية الصباغي وهي حالة جينية تتسبب في تدمير الشبكية وتتسبب تدريجياً في فقدان البصر وببلوغ غويال 22 عاماً كان قد فقد بصره تماماً.
وتسبب فقدان البصر في إصابة غويال بـالخوف والحيرة، وتضاؤل عدد أصدقائه، وعن هذه المرحلة قال غويال: "كنت مستعداً لإعلان استسلامي والامتناع عن خوض الامتحان النهائي والاكتفاء بالعمل مع والدي الذي يعمل بمجال التنمية العقارية".
لكن والدته أجبرته على تأدية الامتحان واندهش غويال عندما وجد نفسه لم يجتز الامتحان فحسب وإنما أيضاً بدرجات مرتفعة.
واليوم يؤكد غويال أنه يشعر بالفخر لعدم حاجته لمعاونة الآخرين له بصورة يومية، فضلاً عن عودته إلى ارتياد النوادي ولنشاطه بمجال الرياضة، حيث فاز فريقه العام الماضي، في بطولة كريكيت للمكفوفين

ليست هناك تعليقات: