Powered By Blogger

الأحد، يناير 16، 2011

راجموا الحجارة

راجـموا الحجارة في فلسطين



الحقيقة واحدة والخطأ كثير ولا سبيل إلى معرفة الحقيقة وتمييزها من الخطأ إلا الممارسة ,فالاحتكام إلى الوقائع له القول الفصل في العلوم الإنسانية .

في ظل ظروف معينة كالظروف التي تمر بها أمتنا العربية اليوم ينبغي أن نعرف ماذا نريد , ونحدد أهدافنا التكتيكية والاستراتيجية .

بالبديهيات الأيدلوجية : نريد أن يكون العرب أمة واحدة في دولة واحدة , لا عبرة إن كانت اتحادية أو شبه اتحادية , على أن تكون متحررة من الارتهان والتابعية أرضاً وإرادة . ذلك هو الهدف , أما الوسيلة فقد جرْبنا الحروب النظامية مع الكيان العنصري الصهيوني مراتٍ ثلاثاً , وكان هدف المجاهدين في عام ( 1948 ) الانتصار على قوى البغي الصهيوني ,

المدعم بالمـال والسياسة والسلاح البريطاني , ولم نفلح ولسنا بصدد ذكر الأسباب وهي كثيرة . وكان هدف الجنود والضباط وصف الضباط العرب سوريين ومصريين وجميع الجنود العرب الذين ساندوهم , تحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر ولم نفلح ..

ثم كان هدف المقاتلين في حرب تشرين تحرير الأرض التي احتلت عام ( 1967 ) فأظهرت تلك الحرب أن هزيمة الصهاينة أمر ممكن عندما تتوافر إرادة القتال والتحرير , وغير ممكن عندما ترتهن إرادات الشعوب ودماء المقاتلين لقرار سياسي ينهي الصراع , باتفاقية قطر واحد غـرّد خارج السرب العربي مع العدو الصهيوني .

ويبدو أن هذه السنّة السيئة لم يتورْع عن الاقتداء بها من تعبوا من الكفاح أو وجدوا فيها تكأة لمناوراتهم , لم يبقى إلا ممارسة النضال والكفاح والجهاد بطريقة التحرير الشعبية وتوازن الرعب , فكانت الانتفاضة عامة ( 1987 ) , فهل هي أول ثورة فلسطينية ضد الغزو الاستيطاني المدجج بالأسلحة الاستعمارية ؟ 

أبداً فمنذ ثورة العراق إلى ( 1934 ) إلى ( 1936 ) إلى ( 1939 ) ويطول الأمر وهو معروف , كان شعبنا العربي في فلسطين يقدم الشهداء تلو الشهداء ومازال شلال الدم الفلسطيني شاهداً على صدق التضحيات التي لم يبخل أي قطر عربي بمثلها في سبيل دحر العدوان والاحتلال والتخلص من نير الاستعمار والتبعية .

إنّ حركة التاريخ حركة صاعدة في مُحَصَْلة صراع القوى فيها ولكن ليس بشكل خط مستقيم , إنما هي حركة فيها انتصار وفيها انحسار , فيها كرّ وفيها فرّ , وهي من طبائع الأمور وعلاقات القوى في مرحلة تاريخية معينة .

تصوّرنـا للمسألة وهو قابل للنقاش , على النحو التالي :

لا يمكن أن يتم الانتصار ضمن المعطيات والظروف الحالية إلا بسلسلة من الإنجازات تراكمها الكمي يترك أثراً كيفياً .

فدول الطوق العربي معنية بإنشاء دفاعات قوية , والمجاهدون من عرب فلسطين يوجهون الضربات الموجعة , أي أن الثوار الفلسطينيين لا بدّ لهم من رئـة يتنفسّون منها وهذا الذي يعرف بمركزية ومحورية النضال العربي قضية فلسطين المركزية .

يجب ألا نـنسى وفي كلّ الظروف أن احتلال الأراضي العربية المحيطة بفلسطين لم يكن إلا دليلاً ساطعاً على صدق العروبة هدفاً , وإخفاقها وسيلة , واستنـطاق التاريخ يشهد أنّ كلّ أمر في فلسطين كان يتقرر على ضوء المعطيات في الواقع العربي .

ثم كانت الانتفاضة التي تجدد نفسها  "انتفاضة الأقصى " فراح راجموا الحجارة في فلسطين يدافعون عن شرف الأمة العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية , ويكتبون بالدم تاريخ هذه الأمة .

فكيف نؤازرهم وكيف ندعمهم , نحن جماهير الشعب العربي في سورية وفي كل مكان من أنحاء الوطن العربي ؟

كل حبة عرقٍ جَهْدٌ يصب في دعمهم مساهمة , كلُّ قرشٍ يرصدُ لهم مساندة , كل كلمة ترفع من معنوياتهم حشد , جنبات النضال كثيرة والصراع طويل , وبناء المعنويات العربي جهد متواصل فهناك الهام وهناك المهم وهناك الأهم :

أما الهامُّ فهو الاقتناع الأيدلوجي الذي يجب أن يسري في عقولنا ويستمر سريانه في أجيالنا وتلك مهمة الجهاز التربوي بكل عناصره .

أن فلسطين جزء من الوطن العربي وأن شعبها جزء من الأمة العربية ولا يحق تاريخياً ولا طبيعياً ولا جغرافياً لأي إنسان أن ينتزع هذا الحق منا , وإنّ تواصل الأجيال عملٌ مستمر إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .

وأما المهم فهو قطع كل علاقة مع العدو الصهيوني على مستوى الأنظمة وعلى مستوى الشعوب , فكيف يمكن تصوّر منظرين ,

أحدهما : يهدم البيوت ويقتلع الأشجار ويقتل أبناء شعبنا . والآخر : يصافح المعتدي ويقيم معه علاقات , وكأن شيئاً لم يكن , مثل هذه الازدواجية لا يمكن تفسيرها إلا بعلم النفس المرضي " حب تعذيب الذات " .

وهنا نأتي إلى الأهم : لسنا في معرض رسم ما تراه الأنظمة في حدوده الدنيا سبيلاً إلى دعم صمود أخوتنا إنما نحن بصدد ما على الجماهير الشعبية العربية من المحيط إلى الخليج أن تفعله على الصعيد الفاعل, زيادة عدد جمعيات مقاومة التطبيع وزيادة وتـائر فعلها وتأثيرها ,

وتفاعلها ضمن القطر العربي الواحد وعلى صعيد العمل القومي العربي أيضاً , وعلى الصعيد الفاعل الدعم والمساندة للجان حق العودة المنتشرة في الوطن العربي في الشتات .

وعلى الصعيد الفاعل أيضاً لجان جمع التبرعات وإيصالها إلى أسر الشهداء والجرحى, والدفع على طريق صمود الاقتصاد الفلسطيني في الداخل.

إقامة الندوات والمسيرات والإعلام والتأييد الحاشد عمل إيجابي لا شك , ولكن الأهم ماذا بعد ذلك ؟

المهم والهـامّ والأهم ألا تنطفئ شعلة الانتفاضة , وأن يبقى لهيبها وهّاجاً إلى أن تتحقق الأهداف هدفاً تلو هدف , حتى تحقيق الهدف النهائي بأن تكون فلسطين حرة عربية مستقلة ديمقراطية , وجزءاً من دولة الوحدة العربية الكبرى .

فإلى مزيد من الدعم الفاعل وقليل من الكلام النظري , لتكون جماهير الأمة العربية كلها منخرطة في مشروع التحرر والتقدم والوحدة .

                                                                                        المكتب السياسي

ليست هناك تعليقات: