Powered By Blogger

الخميس، يناير 20، 2011

الفيصل: الملك رفع يده عن الاتفاقات حول لبنان

 
قال إن سارت الجامعة العربية على أساس الجدية والمصداقية والشفافية فستنجح مراميها
الفيصل: الملك رفع يده عن الاتفاقات حول لبنان .. واستضفنا بن علي لأن "المستجير يجار"


وصف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الوضع اللبناني بـ"الخطير"، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين يقود شخصياً المشاورات مع الرئيس السوري حول لبنان، وكان الموضوع بين القائدين الالتزام بإنهاء المشكلة اللبنانية برمتها، ولكن عندما لم يحدث ذلك أبدى الملك رفع يده عن هذه الاتفاقات.

وأكد سموه أن الرسالة التي دائماً تحملها المملكة هي الجدية والمصداقية والشفافية، وهذا نهج خادم الحرمين في كل أمر يسير فيه، وإن سارت الجامعة العربية على هذا الأساس فإنها ستنجح في كل مراميها.

جاء ذلك في حديث تليفزيوني للقناة الأولى بالتليفزيون السعودي لسمو وزير الخارجية رئيس وفد المملكة العربية السعودية إلى القمة الاقتصادية التنموية والاجتماعية الثانية التي بدأت أعمالها امس الأربعاء في شرم الشيخ.

وأوضح  وزير الخارجية أن الأمة العربية تواجه تحديات ليس فقط سياسية، ولكن اقتصادية ومترابطة ومتشابكة، مبيناً أنه طوال الفترة الماضية كانت اللقاءات السياسية مستمرة للبحث والتقصي والتعديل في الخطط والاحتياطات لهذه المشاكل، وقال: "لكن أيضاً هناك جانباً لا يجب أن يغفله العالم العربي وهو التعاون الاقتصادي لأنه هو الذي سيفيد الموقف السياسي وسيقوي من قدرة الدول العربية في مواجهة كل التحديات.

وعما يقوده شخصياً فيما يخص الوضع اللبناني والمشاورات السعودية -السورية فيما يتعلق بالحالة اللبنانية لانتشال لبنان من الأزمة المحتملة بين الأطراف المتنازعة، وإلى أين وصلت هذه المشاورات، قال سموه: "إذا سمحت لي، أنا أختلف معك، في البداية لا أقول شخصياً إني أقود هذا الموضوع، فهذا الموضوع يقوده شخصياً خادم الحرمين الشريفين وقد اتصل مباشرة الرأس بالرأس بالرئيس السوري، فكان الموضوع بين القائدين الالتزام بإنهاء المشكلة اللبنانية برمتها، ولكن عندما لم يحدث ذلك أبدى خادم الحرمين رفع يده عن هذه الاتفاقات.

 وعن رؤية سموه للوضع اللبناني بعد هذه المحاولات الدائمة، وصف سموه الوضع بـ "الخطير"، وقال: "إذا وصلت الأمور إلى الانفصال والتقسيم، فقد انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة وهذا سيكون خسارة للأمة العربية كلها.

وعن المشهد العربي الآني والتطورات مثل ما يحصل الآن في شمال إفريقيا بسبب الفقر والبطالة كما حدث في تونس مثلا، وهل ألقى ذلك بظلاله على هذه القمة؟ وكيف عولج؟ قال سمو وزير الخارجية: "سمعنا من وزير الخارجية التونسي عن الوضع في بلاده، وبطبيعة الحال المملكة لها علاقات مميزة مع الشعب التونسي"، معبراً عن أمله لهذا الشعب أن يستقر وأن ينال ما يريده من التطور والازدهار والحرية التي يطالب بها.

وقال إن الوزير التونسي شرح هذه القضايا ولم يقلل من المشاكل التي تجابه تونس في الوقت الحالي، ولكن أملنا جميعا وكلنا نقف مع الشعب التونسي أن تحل المطالب للشعب التونسي وأن يستقر هذا البلد وأن يعود ازدهاره ونموه.

وعن موقف المملكة فيما يخص الحالة التونسية واستضافة الرئيس التونسي، قال سموه: في الواقع الاستضافة هناك عرف عربي وكلنا عرب والمستجير يجار، وليس أول مرة أن المملكة تجير مستجيراً بها، فأن يزبن عندنا إذا ما زبناه وُسمنا بأوصاف غير لائقة.

المملكة مشت على نهجها الذي تبنته منذ زمن بعيد، ولا أعتقد فيه أي مساس بالشعب التونسي وإرادة الشعب التونسي ولا فيه أي تدخل في الشؤون الداخلية، ولا يمكن لهذا العمل أن يؤدي إلى أي نوع من العمل من أرض المملكة في تونس.

وأضاف: "هناك شروط لبقاء المستجير، وهناك ضوابط، ولن يسمح بأي عمل كان في هذا الخصوص وإنما نحن مع الشعب التونسي في بلوغ أهدافه، وفي بلوغ ما يرمي إليه قلباً وقالباً.

وفي سؤال أنه قبل انعقاد هذه القمم الاقتصادية بسنوات كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قد دعا إلى سوق عربية مشتركة تعوض ذلك النقص على الأقل في التكامل العربي السياسي، هل هذه القمم تحقق هذه الدعوة، قال سموه: "في الواقع بدأنا في وضع الأسس للسوق المشتركة، كما قلت وكنت أتحدث مع وزير المالية في سنة 2005 سيكون هناك الخروج بالاتحاد الجمركي 2015 وبعدها بسنتين اعتقد ستكون السوق المشتركة جاهزة للتنفيذ وهذه الخطوات مهمة للغاية بالنسبة للدول العربية".

وفيما يخص قرارات القمة الاقتصادية الأولى بالكويت وإلى أي مدى فُعّلت هذه القرارات، قال سموه: "في الكويت حدد صندوق، والمملكة تبرعت بجزء وافر من إمكانياته، ونأمل أن يستكمل وهو لم يستكمل بعد ومن أهم الأشياء التي تصر عليها المملكة في العمل العربي المشترك الجدية والمصداقية وليس فقط اتخاذ القرار وإنما تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ونأمل أن يكمَّل هذا الصندوق ويبدأ عمله".

 وعن قرارات القمة الاقتصادية الخاصة بإعادة إعمار غزة، وأنها واجهت صعوبات بسبب الحصار الإسرائيلي في الوقت نفسه وهناك قرار أو دعوة لدعم صمود القدس، وهل ستلتزم كافة الدول العربية بهذين القرارين في ظل هذه الظروف، أكد سموه الفيصل أن الدول العربية لا يمكن أن تتخلى عنها ودعمها بصندوق القدس أو صندوق الأقصى قائم منذ سنين ومسؤولية الأمم المتحدة أن تسمح لهذه المساعدات أن تدخل عندما قلت أن تؤدي الغرض الذي من أجله جمعت.

وفيما يتعلق بموضوعات الربط البري والبحري بين الدول العربية، وكذلك الأمن الغذائي والمائي، وهل هناك جدول زمني؟ ومدى التعاون، وتفعيل هذه المشاريع، أوضح سمو وزير الخارجية أن هناك استعجالاً في الدول العربية كل دولة في الجانب الذي يخصها من الربط.

وأضاف أن الربط البري مثلا سكك الحديد، نحن في المملكة نبذل الجهد على قدم وساق لإنهاء هذه المشاريع الربط البحري، وأيضاً الموانئ، والربط الكهربائي بدأ يعمل في بعض الدول العربية وسيستكمل في باقي الدول العربية، وهناك وعي بأهمية هذه المواضيع على الاقتصاد، هذه هي الهياكل الأساسية للاقتصاد، وبالتالي هناك إرادة بأن تنتهي هذه المشاريع في أقرب فرصة ممكنة. وعن الوضع في العراق، وكيف يرى الوضع هناك، وانعقاد القمة العربية المقبلة، قال سموه إن الحكومة قامت في بغداد، ولو أنها أخذت فترة طويلة، نأمل أن يحقق الغرض من هذه الحكومة وهي أن تضفي بالوحدة الحقيقية بين الأطراف المختلفة في العراق على أمور أساسية، لا يمكن أن يكون هناك اتفاق على كل شيء، المواقف السياسية تتفاوت بين حزب وآخر، ولكن في قضايا أساسية هي وحدة العراق واستقلاله وسيادته على أراضيه، وعدم تدخل الدول الخارجية في شؤون العراق، هذه أشياء إن اتفقت عليها الحكومة وعملت على تنفيذها، مساواةً العراقيين أمام القانون، هذه كلها أمور مهمة جداً وهي التي ستضفي الاستقرار على العراق وأتمنى أن ينجح ذلك في العراق.

وعن رؤية المملكة حول الاتجاه إلى تقسيم السودان، بين سمو وزير الخارجية، أن الاستفتاء كان بشكل سلمي بعكس ما كان يقال إنه سيحدث، وكان يقال إنه ستنقلب الدنيا رأساً على عقب في هذا الأمر، ولكن الاستفتاء مر بهدوء وسكينة، ونأمل أن يؤدي هذا إلى وضع أسس للتعاون المثمر بين الدولة الجديدة والسودان لأنه ليس هناك شك أنه سيكون في مصلحة البلدين.
وأكد سموه أن الرسالة التي دائماً تحملها المملكة هي الجدية والمصداقية والشفافية، وهذا نهج خادم الحرمين في كل أمر يسير فيه، وإن سارت الجامعة العربية على هذا الأساس فإنها ستنجح في كل مراميها.



ليست هناك تعليقات: