|
جبريل باسيل أثناء إعلانه استقالة وزراء المعارضة (الجزيرة) |
أعلنت المعارضة اللبنانية استقالة وزرائها من الحكومة عقب اجتماع عقدته بعد ظهر اليوم في منزل رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، بعد أن وصلت الأزمة إلى طريق مسدود وأعلن الفرقاء اللبنانيون فشل المبادرة السعودية السورية.
وقال وزير الطاقة اللبناني وعضو التيار الوطني الحر جبران باسيل في مؤتمر صحفي، إن وزراء المعارضة يتقدمون باستقالتهم من الحكومة نظرا لتعطيل الفريق الآخر الجهود التي بذلت لمعالجة هذه الأزمة وخضوعه للضغوط الأميركية وكذلك لتعطيله مصالح المواطنين.
وأضاف "أنه إفساحا للمجال لحكومة جديدة تتحمل مسؤوليات المرحلة وتحفظ استقرار لبنان، فإن الوزراء يتقدمون باستقالتهم من الحكومة ويأملون من رئيس الجمهورية الإسراع باتخاذ إجراءات لقيام حكومة جديدة".
وباستقالة وزراء المعارضة -وهم عشرة- إضافة إلى استقالة الوزيرعدنان السيد حسين المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تصبح الحكومة مستقيلة، وعليه يُفترض أن يدعو رئيس الجمهورية إلى استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة.
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من إعلان سياسيين لبنانيين عن فشل المبادرة السورية السعودية في التوصل إلى اتفاق للحد من التوتر بشأن محكمة تدعمها الأمم المتحدة من المتوقع أن توجه الاتهام إلى أعضاء في حزب الله في مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
ونفى حزب الله أي دور له في التفجير الذي أودى بحياة الحريري و22 آخرين عام 2005، وندد الحزب بالمحكمة التي وصفها بأنها "مشروع إسرائيلي"، وحث رئيس الوزراء على رفض نتائجها وهو مطلب لم يلق استجابة.
|
استقالة وزراء المعارضة كانت متوقعة (الجزيرة) |
تمسك وكان عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار والمتحدث الرسمي باسمها فارس سعيد قال للجزيرة في وقت سابق اليوم، إن المعارضة تفرض على لبنان من خلال استقالتها اليوم عملية التعطيل الكامل، فقد قامت بمقاطعة جلسات الحوار واليوم تتقدم بخطوة إضافية ونحن بأمس الحاجة للحكومة".
وأكد أن قوى الرابع عشر من آذار تتمسك بثلاث نقاط أولها أنه لا تسوية على حساب العدالة والثانية هي لا للتعطيل ولا رئيس سوى سعد الحريري والثالثة هي لا للتلاعب بالاستقرار الأمني. مضيفا "تحت هذا السقف نحن لدينا كل الاستعداد للحوار مع الكل".
وأضاف "نحن نرحب بأي مسعى عربي لتسوية الأوضاع، لا نريد دخول لبنان في أي أتون من عدم الاستقرار الأمني، ونؤكد أن لا مساومة على المحكمة وأن يكون سعد الحريري رئيس الحكومة، وتحت هذا السقف نحن منفتحون وسنتمسك بثوابت الإجماع في الطائف والدوحة".
وكان وفد من المعارضة اللبنانية قد طلب من الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الثلاثاء عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في إيجاد حل للأزمة اللبنانية إثر الإعلان عن فشل المبادرة السعودية السورية.
وأبلغ الوزير محمد فنيش -وهو من وزراء حزب الله- الصحفيين إثر انتهاء اجتماع قادة المعارضة أن وزراء المعارضة بانتظار جواب من رئيس الجمهورية بعد اتصاله برئيس الحكومة بشأن طلبها دعوة مجلس الوزراء لاجتماع للبحث في إيجاد حل للأزمة.
وأضاف أن المسعى السعودي السوري "الذي راهنا عليه" وصل إلى طريق مسدود "بسبب الضغوطات الأميركية وعدم قدرة الفريق الآخر على تجاوزها" والمطلوب من اللبنانيين البحث لإيجاد حل، معتبرا أن التدخل السعودي السوري كان إيجابيا.
|
الاستقالة تفترض أن يدعو رئيس الجمهورية لمشاورات لتشكيل حكومة جديدة (الجزيرة) |
طلبات تعجيزيةأمّا عضو كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت فقال إن قوى الثامن من آذار طرحت طلبات تعجيزية للتسوية، وإنها ربطت بين هذه التسوية وإسقاط المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ويطالب وزراء المعارضة بعقد الجلسة الطارئة لاتخاذ قرار بوقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين وإلغاء مذكرة التفاهم مع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري.
من جهة أخرى حمل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون فريق رئيس الحكومة سعد الحريري مسؤولية الفشل، وقال إن المبادرة السورية السعودية انتهت بدون نتيجة.
وأضاف للصحفيين أن حزب الله وحركة أمل -التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري- أبلغا بفشل المبادرة السعودية السورية من قبل المعنيين (في سوريا)، ووجه شكره للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد على جهودهما.
|
الحريري (يمين) وحمد بن جاسم أكدا أهمية استقرار لبنان (الفرنسية-أرشيف) |
الحريري يتعهدوكان الحريري قال من واشنطن إنه برغم التطورات التي طرأت في الساعات الأخيرة فهو يتعهد بالعمل للوصول إلى الحلول التي تضمن استقرار لبنان وتحفظ وحدته الوطنية.
وأضاف أن "الآمال معقودة على الأصدقاء" في مساعدة لبنان على تخطي هذه المرحلة.
كما أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن استقرار لبنان مهم. وأضاف أن هناك أخبارا غير مشجعة تأتي من لبنان، "لكن هذا لا يمنع من البحث عن حلول لها بمساعدة الجهات التي تعمل للوصول إلى حل".
ويجري رئيس الحكومة اللبنانية منذ الجمعة في الولايات المتحدة سلسلة اجتماعات التقى فيها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي يقضي فترة نقاهة بعد خضوعه لعملية جراحية في ظهره.
كما التقى الحريري وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وسيلتقي الحريري اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما "لمناقشة مساندة الولايات المتحدة لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره والعمل المتواصل للمحكمة الخاصة للبنان وقضايا إقليمية أخرى" وفق ما جاء في بيان للبيت الأبيض.
وكانت الأزمة اللبنانية حاضرة في اتصال أجراه أوباما مع الملك السعودي إذ عبر فيه عن تضامنه وعزمه مواصلة العمل مع السعودية والآخرين من أجل تحقيق الاستقرار في لبنان.
يذكر أنه من المتوقع توجيه اتهامات لأعضاء في حزب الله الذي يشارك بوزراء في حكومة الحريري وأن ترسل هذا الشهر لائحة الاتهام إلى قاضي المحكمة الذي سيبت في القضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق