Powered By Blogger

الجمعة، فبراير 04، 2011

ملك الأردن يلتقي قيادة الإخوان

التقى ملك الأردن عبد الله الثاني وفدا من الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي) في أول لقاء من نوعه منذ تسلم الملك سلطاته الدستورية مطلع العام 1999.
وذكر خبر بثته وكالة الأنباء الرسمية (بترا) أن اللقاء، الذي تم الخميس، جاء في إطار سلسلة اللقاءات التي يجريها الملك مع مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية.
غير أن مراقبين وسياسيين اعتبروا اللقاء واحدا من أهم لقاءات الملك مؤخرا، خاصة أنه يتزامن مع حالة الغضب التي يشهدها الشارع الأردني منذ مطلع العام الجاري على وقع أحداث تونس ومصر، ودعوة الإسلاميين للتظاهر غدا الجمعة أمام رئاسة الحكومة.
وكان الإسلاميون وقوى معارضة وشعبية تظاهروا بعشرات الآلاف في عمان ومدن مختلفة طالبت بإسقاط الحكومة التي استقالت قبل أيام وإحداث إصلاحات دستورية وسياسية.
ونقلت بترا عن الملك تأكيده على ضرورة أن "يعمل الجميع معا من أجل اتخاذ خطوات عملية وفاعلة وملموسة لتحقيق التقدم اللازم في عملية الإصلاح السياسي، الذي يزيد من مشاركة المواطنين في صناعة القرار، ولأن الإصلاح الاقتصادي، الذي يجب أن يستمر لضمان العيش الأفضل لجميع المواطنين، لن يصل مداه المطلوب من دون الإصلاح السياسي".
وأقر الملك الأردني بأن "مسيرة الإصلاح الشامل تعثرت وتباطأت مما كلف الوطن فرصا كثيرة"، متهما من وصفهم "العديد ممن تولوا المسؤولية العامة" بـ"تقديم المصالح الشخصية على المصلحة العامة والمناكفات ضيقة الأفق، والخوف من التغيير والتردد في اتخاذ القرار".
وطالب عبد الله الثاني بمناقشة جميع قضايا الوطن "بانفتاح وشفافية ووضوح كامل من خلال الحوار المتواصل والمرتكز إلى المعلومات والحقائق".
وقالت بترا إن الملك قال إن "الفساد آفة يجب محاربتها" وأن لا غطاء لأحد وأنه يجب اتخاذ أقصى الخطوات القانونية بحق من يثبت ارتكابه لأي نوع من أنواع الفساد.
وتحدث العاهل الأردني للإسلاميين عن أن "الأمن والاستقرار نعمة يحميها الأردنيون جميعا من خلال صون التماسك المجتمعي والوحدة الوطنية وضمان سيادة القانون بعدالة ومساواة على الجميع".
وترأس وفد الإخوان للقاء المراقب العام همام سعيد، وشارك فيه رئيس مجلس الشورى عبد اللطيف عربيات وأمين سر الجماعة جميل أبو بكر والأمين العام لحزب الجبهة حمزة منصور ونائبه نمر العساف ورئيسا الدائرة السياسية في الجماعة والحزب رحيل غرايبة وزكي بني أرشيد.
من جهته قال أمين سر الجماعة جميل أبو بكر للجزيرة نت إن الوفد قدم للملك مذكرة تفصيلية تتضمن رؤيتها للإصلاح الشامل.
وقال إن اللقاء الذي استمر لساعة ونصف "تم في أجواء إيجابية" وإن الوفد ركز على ضرورة البدء بتحقيق الإصلاح السياسي الشامل باعتباره المفتاح لحل كل الأزمات التي تمر بها البلاد مما يسهم في بناء الأردن المنيع القادر على التصدي لكل المؤامرات.
وبين أبو بكر أن الوفد أكد على ضرورة إحداث تعديلات دستورية ووضع قانون انتخاب عصري يتم التوافق عليه وطنيا، مما يفضي لتشكيل حكومات برلمانية، مما يعيد ثقة المواطن بالحكومات والبرلمان في آن، وعلى ضرورة محاربة الفساد المستشري.
وقال إن الملك لم يتطرق لدعوة الإسلاميين المشاركة بالحكومة وإنه أكد أن البلاد تمر بمرحلة جديدة وإنه تم فتح صفحة جديدة في عمر الوطن.
وأكد أبو بكر للجزيرة نت أن المسيرات التي دعت لها الحركة الإسلامية غدا الجمعة قائمة "باعتبار أنه تم الدعوة لها مسبقا"، وأن الملك لم يتطرق إليها في حواره مع وفد الحركة.
وجاء اللقاء بعد يومين من تكليف عبد الله الثاني معروف البخيت لتشكيل حكومة جديدة بعد أن قبل استقالة حكومة سمير الرفاعي التي أجمعت قوى سياسية واجتماعية على المطالبة برحيلها.
وكان البخيت التقى وفدا من جبهة العمل الإسلامي مساء الأربعاء وطلب منهم ترشيح أسماء للدخول في حكومته، وهو ما اعتذر عنه الوفد.
وكان بيان للجبهة دعا البخيت للاعتذار عن تكليفه بتشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن الحكومة التي قادها قامت بتزوير الانتخابات البلدية والنيابية عام 2007.

ليست هناك تعليقات: