Powered By Blogger

الثلاثاء، فبراير 08، 2011

رأي حزب الإصلاح الديمقراطي الوحدوي في سورية بقضايا الساعة

رأي حزب الإصلاح الديمقراطي الوحدوي في سورية بقضايا الساعة
 الشأن السياسي :
أ‌-       في رأي الحزب لم يجدّ جديد في المنطقة بعد احتلال العراق ، غير أنّ الولايات المتحدة ، قد أسفرت أخيراً عن وجوه قادتها الحاليين ( الظاهرين والخافين ) بعد أن كانوا يتسترون ويتذرّعون بذرائع ، هم أخبر الناس بزيفها وكذبها .
ب‌-  إنّ مخاض حركة التحرر العربية ، يرجع بتاريخه إلى أكثر من مائة عام ، إلا أنّ ما كان يُجهضها في كلّ مرّة ، وقبل ولادتها ، هو :
-         جهل القائمين عليها بما يُحيك لهم أعدائهم بل والركون إلى وعودهم الكاذبة .
-         جهلهم بالمقومات القومية العربية ، ومكامن قوة الأمة ومزالق ضعفها .
-         إن أحسنـّا الظنّ نقول ، جهلهم بالأساليب المثلى لتوحيد الأمة ، ولمِّ شمل شعوبها ، هذا إذا لم نتـّهم البعض بعدم الجديّة ، أو بما هو أكثر .
1.    إنّ معطيات الواقع العربي الجديد، في رأيّ الحزب ، تعطي لحركة التحرّر العربية دفعاً أقوى من أيّ وقت مضى على ضوء ما يلي :
·       الغليان الشعبي الحالي ، الناجم عن الواقع المؤلم والمـُحبط ، والضياع الفكري في زحمة ما حدث ، وردّ كلّ ذلك إلى العجز القطر ، أو العمالة ، أو العجز العربي أو ما شابه .
·       اتساع الهوة بين الحكام والمحكومين في معظم الأقطارالعربية.
2.    إنّ تركيز الإعلام الغربي ، والإعلام المُستغرِب ، على أنّ الصراع مع الدولة العبرية ، هو صراع الشعب الفلسطيني فقط وقضيته ، الخ ... وجعله الشعب المسؤول الوحيد عن اختيار  الحلّ المناسب والممكن ، وهو يرزح بين سندان بعض من تزعّموه ، والمطرقة الصهيونية أو الأمريكية ، أو حتى الدولية ، هذا التركيز بلا شكّ تنكـّر للأساس والحقائق التالية :
                                  أ‌-         أنّ الدولة العبرية قامت على أكذوبة الدولة الممتدة من الفرات إلى النيل ، تلك الأكذوبة التي صدّقها اليهود ، ثمّ مع تكرارها ، وعدم الوقوف الصامد في وجهها ، صدقها الغربيون المتصهينون ، وبذلك لن تكون أيّ دولة عربية في هذه المنطقة بمنجاةٍ من الأطماع الصهيونية ، وما خرج من دولنا عن نطاق النهرين ، فستهاجمه الدولة العبرية ، بيد حليفتيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالنيابة ، وبالوكالة المفضوحة المعطاة لها من صهاينة أمريكا وغيرها ، وقد صرّح صهاينة كلا البلدين سابقاً ، بأنه لم يعد لديهم أيّ محرّم ، أو أيّ خط أحمر أو مقدّس ، يقف في طريق تحقيق أحلامهم .
                               ب‌-       نسي هؤلاء ، أنّ فلسطين جزء لا يتجزّأ من بلاد الشام عبر التاريخ ، وحتى باعتراف سياسيّ بريطانيّ ، ومهندسي الأحلاف الغابرة .
                               ت‌-       إنّ الثابت الوحيد المفترض معرفته والتعامل على أساسه ، في الصراع العربي الإسرائيلي ، هو أنّ الأرض العربية ، كانت وستبقى لأصحابها ، وأنّ أيّ غريب يدخلها ، قد يكون مرحّباً به ضيفاً أو زائراً ، لا مالكاً ، وذلك مهما تسلّح به من ذرائع ومقولات أو حتى أسلحة ، وإن لم يبق هذا الغريب أديباً وعند حدوده ، فلن يُرحّب به ، وسيطرد طال الزمن أو قصر ، كائناً من كان خلفه ، وأيـّاً كان الداعم له أو المهرول تجاهه ، وسيعلم الظالمون أيّ منقلبٍ ينقلبون .
3.     أ- أما بالنسبة لمقولة دعم المقاومة بمفهوم – النضال السياسي – لإبعاد شبهة الإرهاب عنها ، فالقول أنّ المقاومة باعتبارها مقاومة مشروعة بكلّ المقاييس والأعراف ، لأنها ضدّ محتل مستعمر ، فلا مجال لوصفها بالعمل الإرهابي ، تحت أيّ منظور ، شرعي ، أو قانوني ، قطرياً أو دولياً ، شاء من شاء ، وأبى من أبى ، وهاجم من هاجم ، وتخاذل من تخاذل .
ب – وباعتبار أنّ اعتداءات المستعمر المستمرة ، اعتداءات مسلحة ، وبمختلف وسائل القتل والتدمير ، بما في ذلك المدفعية والدبابات وطائرات الأباتشي والـ F16 الأمريكية ، فالنضال ضدّها ينبغي بالضرورة ، أن يكون بالطريقة المناسبة ، وبالأسلحة المتاحة ، فهل يقبل عقل أو منطق ، أن تقابل الدبابات والطائرات ، بالمظاهرات السلمية ، والإجراءات الودية ؟ .
4.    أ- لنعد إلى مواقف الحزب من السلطات ، ورأيه فيها :
إن كان المقصود بالبحث هنا هو السلطة الفلسطينية فإنّ تنازلاتها بدأت من قبل أوسلو ، وذلك بالتفاوض السري ، والتخطيط للقاءات مع العدو ، فماذا كانوا يأملون الحصول عليه من العدو ؟ العدو الذي اغتصب قسماً كبيراً من أرض فلسطين ، وهو إنما يفاوض على ابتلاع القسم الباقي ، وكلّ ما يهمـّه هو وقف الانتفاضة وتركه يكمل مخططاته الاستعمارية براحة وأمان .
وبعد أوسلو ، التي حصل فيها العدو على الكثير ولم يعطِ مقابلاً ، وما يعطيه شكلاً يسحبه فعلياً ، نقول بعد أوسلو توالت اللقاءات ومعها مسلسل التنازلات العربية ، مؤتمر بعد مؤتمر ، واتفاقية بعد اتفاقية ، وكلـّها يتضمّن هبات مجانية تقدّم للعدو .
ونحن نقول أنّ أية سلطة ، لا تملك التنازل عن شبر من الأرض ، كما لا تملك التنازل عن أيّ حقّ من حقوق الشعب الفلسطيني ، ولا يُقال في مثل هذه السلطة إلا مقولة : من لا يملك يُعطي من لا يستحق ، وختاماً فإنّ أي سلطة تنازلية متهالكة ، همـّها البحث عن المنافع الفردية ، ستزول ويبقى الشعب .
ب- أم إن كان البحث يتعلق بالسلطة في سورية العربية ، فليس هناك سلطة تنفرد باتخاذ قرارات قومية مصيرية بل هناك نظام وطني ، يعمل ، يدرس ، ويخطط ، ثمّ يتصرّف بما تمليه عليه مصلحة الوطن ، وضمن الرؤية القومية . ولقد مرّت على هذا النظام خلال العقود المنصرمة ، أحداث جسام ، كان تصرّفه في كلّ القضايا الدولية ، مثالاً يُحتذى في الحكمة والتعقّل ، والحزم والمرونة ، حفظ خلالها الوطن ، من مصائب كبرى ومؤامرات حيكت له في الخفاء ، وفي نفس الوقت ، لم يفرّط في الحقوق ، ولم يتنازل عن الثوابت ، وقد دلّلت الأحداث ونتائجها ، عن الحنكة السياسية ، والصبر وطول الأناة ، حتى شهد بذلك الأعداء .
واليوم نقول وفق ما نرى في الحزب ، أنّ أية مرونة يبديها النظام الوطني في سورية ، إن هي إلا حركة تكتيكية محسوبة لا تتعارض في النتيجة مع الإستراتيجية القومية المعتمدة .
ج- أمّا رأي الحزب وموقفه ، بالنسبة للسياسة الداخلية ، فقد سبق وأوضحناه في العديد من البيانات الوطنية ، أوردنا خلالها ملاحظات شتـّى تتعلـّق في ما هو موجود من إهمال وتقصير وفساد ، استشرت هنا وهناك في نواحي الحياة العامة ، ونحن بصدد متابعة ذلك بكلّ دقّة وموضوعية ، مع العلم بأنّ كلّ ذلك لا يُحسب على النظام الوطني في سورية ، بل على ضعف وتخلـّف في السلطات التنفيذية .
وحين اتخذنا من خطاب القسم الدستوري للسيد رئيس الجمهورية ، مدخلاً للعمل السياسي
، وأساساً له ، وذلك لأنّ خطاب ســيادته كان يعبـّر عمـّا في نفوس جماهير الشعب .
أما المعارضة في داخل سورية اليوم فهي تبدو على أنواع :
·       أحزاب معارضة شكلياً امتهنت العمل السياسي كمصدر للمنافع ، ليس إلا ، وهي على هذا تكون أحزاباً استثمارية .
·       وأحزاب معارضة ، تصوّر لها أحلام زعاماتها ، بأنها خليقة بتولـّي السلطة ، بدل النظام القائم ، وهنا لا نريد أن نتهم هؤلاء بالإصغاء إلى وسوسات شيطانية غير وطنية ؟؟ مما يجعلهم يعتمدون السلبية المطلقة تجاه النظام ، متخذين لـَبوس المعارضة الوطنية ، بينما الأمر هو اعتمادهم المعارضة للمعارضة مبدءاً ، ومثل هؤلاء نرى أنهم من البديهي أن يجدوا من يشجّعهم من خارج الوطن ، ولكننا ناصحين للوطن أولاً ، ولهم ثانياً ، نقول :
إنّ الوطن أغلى من كلّ شخص أو فئة في الداخل والخارج ، وإنّ مصلحته فوق كلّ مصلحة ، وإنـّه إن كانت لديهم أيّة ملاحظات علمية وانتقادات بنّاءة ، فلا بأس ، ولتـُعلـَن ، ولكن نذكـّرهم بالقول الشهير  : " ما هكذا يا سعد تـُورد الإبل " .
·       أما إذا كانت المعارضة ، وطنية المنبت ، قومية التوجّه ، تتلاقى جذرياً مع إستراتيجية النظام الوطني ، تحمل هموم الوطن والمواطنة ، بنـّاءة النقد ، صافية النية ، تعمل بجدٍّ لـِلمِّ شمل الأمة ، وجمع الكلمة ، وتوحيد الصفّ ، وحشد طاقات جميع فئات الشعب وشرائحه للعمل المشترك ، فهذه هي المعارضة الوطنية الحقـّة التي تثري النشاط السياسي في البلد ، والتي نتمنـّى أن توجد وتتوسّع وتنتشر في جميع بقاع القطر ، بل في جميع أقطار الوطن العربي ، من محيطه إلى خليجه ، نبدأ بها وحدة الشعوب ، قبل وحدة الحكومات ، إضافة إلى تقوية وصيانة اللـُحمة الوطنية الداخلية .

                                المكتب السياسي
                                حزب الإصلاح الديمقراطي الوحدوي
                             في ســـــــــــــــــورية

ليست هناك تعليقات: