مقابلة جريدة المجد الأردنية
السؤال الأول : في سياق استمرار الثورات العربية وحالة الانتفاض العامة ،التي تشهدها الساحات ... كيف تنظرون إلى مستقبل الأمة في ظلّ هذه التغيّرات ؟؟
جواب السؤال الأول :
أولاً - لا يمكن لأي مراقب أن يتجاهل ما جرى و يجري في الأقطار العربية ،ابتداء من تونس ومصر و الآن ليبيا واليمن وغيرها، من ثورات تجمعها العديد من المشتركات ،وعلى رأسها ،حرية الإنسان ,كرامة الإنسان –استقلالية المواطن ,حياته المعاشية0
إننا نرى أن ما حصل في تونس ومصر العربية الأبية ،يمثل تحولا" كبيرا" لا يقتصر تأثيره على هذين البلدين بل على المنطقة العربية والشرق الأوسط بل والعالم أجمع,وما نراه من نتائج لثورتي تونس و مصر ليؤكد أن الشعوب هي صاحبة الكلمة العليا، وهي التي ترسم مستقبلها وتقرر مصيرها بنفسها.
وأن اقتداء الشعوب العربية الأخرى بثورتي مصر وتونس ،سيحقق للأمة العربية من المحيط إلى الخليج أهدافها في الآتي :
أولا":امتلاك قرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحر.
ثانيا":إزالة الحواجز والحدود التي رسمتها معاهدة سايكس بيكو لتعود الأمة العربية إلى وحدتها وأصالتها .
ثالثا":التخلص من كونها رعايا لحاكم ديكتاتور سواء أكان في ثوب جمهوري أو ملكي أو مشايخي أو أميري أو ملك الملوك .
رابعا":امتلاك ثرواتها بعد أن كانت نهبا" للحاكم وانعكاس ذلك إيجابا" على حياة المواطن العربي .
السؤال الثاني : واليوم وبينما يستمرّ معمّر القذافي في ضرب للحركة الشعبية والمسلحة التي تقاوم نظامه ... ما تقييمكم للموقف الدولي والعربي اتجاه الواقع الليبي ؟؟
جواب السؤال الثاني :
أن ما يجري في ليبيا الشقيقة جريمة نكراء بكل معاني الكلمة، لا يقبلها مخلوق فيه ذرة من الإنسانية ، فمعمر القذافي ليس من عداد البشر بل هو خنزير بقذارته،وحش بشراسته ، مخلوق في صورة بشر ، خيل له أن الشعب الليبي مجرد عبيد له، طالما هو ملك الملوك وعظيم العظماء وأمير الأمراء
ومما يؤسف له أن الحكام العرب أفسحوا له المجال لارتكاب أبشع المجازر بحق شعبه ، فيا للعجب من دكتاتور يجبر شعبه على القبول به طاغية بالقوة وإلا سحقهم .
فالمخجل أن الموقف العربي، المتمثل بموقف الجامعة العربية كان موقفاً مخزياً، والذي لا يختلف عن مواقفها تجاه كثير من قضايا الأمة ،كما لا يختلف الموقف الدولي كثيراً عن الموقف العربي الخجول ،ولاحظنا التباطؤ في بداية الثورة في اتخاذ أي موقف على عكس موقفها من الثورة المصرية ،وخاصة موقف الإدارة الأمريكية .
وهنا لا بد من ذكر طرفة مضحكة عن ملك الملوك وهي :
أن معمر القذافي حتى يكمل ألقابه ويصل إلى مرتبة النبوة حاشى لله ، تذلل إلى أحد أعضاء حزبنا سابقاً وهو عامل تمديد كهرباء يدعي انه ( نسّاب لآل البيت ) و طلب منه معمر القذافي أن يمنحه شهادة نسب ليوصله بها إلى نسب الرسول عليه الصلاة والسلام ، مقابل دفع مبلغاً من المال لهذا النّساب، وفعلاً حصل على مايريد ليعلن أمام حشد من الدجالين ممن يدّعون الإسلام أنه أمير المؤمنين ، والمؤمنون بريئون منه ومن أمثاله
السؤال الثالث : أنتم كحزبٍ إصلاحي ليبرالي وحدوي في الساحة السورية ... متى ستنضمون للجبهة الوطنية التقدمية القائمة ؟؟ ... أم أنّ لكم خياراتكم الأخرى ؟
جواب السؤال الثالث :
أن فكرة الجبهة الوطنية التقدمية ، هي الصيغة المثلى لحشد طاقات الشعب في جبهة واحدة ، عندما يتعرض الوطن إلى خطر خارجي يهدد أمنه واستقراره واستقلاله ، فنحن مع فكرة الجبهة الوطنية ولكن ليس بصيغتها الحالية ، وأن اغلب الأحزاب الممثلة في الجبهة الوطنية التقدمية ،أحزاب تلفها إشكالات كثيرة ، حيث ليس لديها صيغ أو هياكل تنظيمية متطورة تعمل من خلالها ، وإنما هياكل تنظيمية فصلت على مقاس أشخاص ، كرست البيروقراطية التقليدية العقيمة ، كما أنها فاقدة للديمقراطية ولإيديولوجيتها ، أن كان لها أصلاً إيديولوجيات ، وغدت ذات ألوان باهتة ،وسبق أن عرض علينا الانضمام للجبهة بطرق غير واضحة ، وذلك بتوحيدنا مع حزب الإتحاد العربي الديمقراطي ، عضو قيادة الجبهة ، فكان لنا شروطاً جميعها تعبر عن ضرورة مشاركتنا في صنع القرار، ومن ثم متابعة تنفيذه ، وبكل الأحوال توجهنا هو المطالبة بإصدار قانون أحزاب ينظم الحراك السياسي على الساحة العربية السورية بما يتماشى مع روح العصر .
السؤال الرابع : هل ما زلتم تنتظرون قانون الأحزاب في سورية ... وهل اقترب موعد صدوره بنظركم ؟
جواب السؤال الرابع
العمل السياسي المقونن، يؤدي إلى حراك سياسي سليم يخدم مصالح الشعب بعيداً عن الانتهازية والنفاق السياسي، لذلك نحن نطالب ونؤكد على ضرورة إصدار قانون أحزاب ،يتماشى مع روح العصر يلبي طموحات أجيال ثورة المعلوماتية والفيسبوك ، ويترجم ما تصبوا إليه ،هذه الأجيال، ولكي يتحقق ذلك لا بد من عرض أي قانون قبل صدوره للمناقشة من قبل مختصين في القانون وبمشاركة أطياف سياسية واجتماعية متعددة ، كي لا يأتي مفصلاً على مقاس شريحة سياسية أو أي حزب من الأحزاب أياً كان.
س5 : كيف تنظرون إلى واقع الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني ... وهل نشهد إعادة اللحمة في الساحة الفلسطينية قريباً ؟
جواب السؤال الخامس :
القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمة العربية، ومما يؤسف له حصول انقسام أو انشقاق في صفوف الشعب الفلسطيني ،وولاء كل فريق لديكتاتور عربي ،أو لاتفاقية أوسلو، وهذا مقتل للقضية الفلسطينية وضياع لها ، و من وجهة نظرنا لا خيار للأخوة الفلسطينيين للخلاص مماهم فيه من انقسام وتشتت إلا بالعودة إلى وحدة الصف، ووحدة الهدف، وما يجري الآن على الساحة العربية من ثورات ،سيؤثر إيجاباً على حالة الشعب الفلسطيني ، وهذا ما نراه في خروج الشباب الفلسطيني الحر المطالب بوحدة الصف ووحدة الهدف، والتلاحم في وحدة وطنية متينة .
السؤال السادس : وهل تخافون على وحدة اليمن الموحّد جرّاء ما يجري من حراك سياسي انتفاضي في اليمن ؟
جواب السؤال السادس :
كعادتهم الطغاة عندما تهتز عروشهم، يلجؤون إلى تخويف شعوبهم ،تارة بتجزئة الوطن والفتنة وتارة بالتطرف الإسلامي ، وتارة بالعمالة للأجنبي ، ولكن برأينا أن الشعوب العربية ومنها الشعب اليمني أوعى من أن ينقسم على نفسه ، أو يقبل بتجزئة وطنه ، فما حدث ويحدث من ثورات وانتفاضات كشف عورات الطغاة والحكام الذين أصبحوا أمام شعوبهم عراة ، تميزوا بصفات خاصة بهم :
1- نهب أموال الشعب والوطن وتهريبها للخارج لإفقار شعوبهم .
2- تبعيتهم للوبي الأمريكي الصهيوني بشكل كامل من أجل حمايتهم .
3- شراؤهم أحدث الأسلحة ليس من أجل العدو الخارجي وإنما لسحق شعوبهم , ، ومن المضحك أنّ الرئيس اليمني يتهم شعبه بالتآمر مع أمريكا وقصره محصّن بالسفارة الأمريكية في صنعاء .
السؤال السابع : الديمقراطية التي تنشدون ... ما آليات تطبيقها بنظركم يا أستاذ محمد ؟؟
جواب السؤال السابع :
نحن أعلنا في ثوابتنا أنّنا حزبٌ إصلاحي، وطني الانتماء ،وحدوي التوجـّه، يؤمن بالديمقراطية القائمة على التعدّد السياسية وقبول الآخر كما هو ، سبيلنا في ذلك الحوار الهادئ الهادف للوصول إلى تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين ، من خلال صناديق الاقتراع الخاضعة لإشراف من قبل القضاء ليس غير ، منطلقين من مقولتنا " أن الوطن ملك الجميع ومسؤولية الجميع " والمواطنون متساوون في الحقوق أمام القانون والواجبات كلّ حسب موقعه، واعتبار المواطنة منطلقاً لتحقيق العدالة والمساواة .
السؤال الثامن : وما حجم وجودكم الشعبي في الشارع السوري وأنتم من أرضية ناصرية بامتياز ؟؟
جواب السؤال الثامن :
نحن حزب إصلاحي، ناشئ ،هادف إلى تحقيق مبدأ المواطنة بديلاً عن الرعية والجماهيرية ، ومن هذا المنطلق نسعى إلى تقديم خدمات للمواطنين حسب إمكانياتنا ،وقد نجحنا في ذلك وأصبحنا في سورية مقصداً للمظلومين والمحرومين ، مما جعل لنا شعبية في كل المحافظات السورية ، نتج عنها تواجدنا بشكل نوى نوعية ، من المهتمين بالشأن العام، نتيجة للجرأة التي تميّز بها طرحنا لقضايا الوطن والمواطن وتجلى ذلك في :
أولاً – في نقدنا للفساد والمفسدين والفاسدين والإشارة إلى مواطن الخلل أينما كان موقعها .
ثانياً –معالجة قضايا المواطنين التي تطرح علينا لدى الجهات المعنية قدر الإمكان .
ثالثاً – مطالبتنا للجهات المعنية بشكل ملح ومستمر لمعالجة قضايا البطالة وغلاء الأسعار ، وتحسين الحالة المعشية للمواطنين، وذلك بشكل مباشر أوبإصدار بيانات تحمل رأينا ومطالبنا.
مترجماً لناصريتي في سلوكي ، كما فهمتها أنها عودة الأمة إلى أصالتها ، إلى وحدتها ، إلى حضارتها ، وإلى قيّمها، وإلى عزّتها وإلى حسها الوطني العالي والحرص على الوطن وخيراته وطهارة المسؤول ونظافة يده ، والناصرية هي كرامة المواطن ، وحريته ، وهي المقاومة وتحرير الأرض والإنسان،
أي أن الناصرية هي الإصلاح والصلاح .
دمشق في 24/3/2011
محمد صوان
رئيس حزب الإصلاح الديمقراطي الوحدوي
في سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق